ويكيليكس "الجزيرة" وفضائح بالجملة حول القدس واللاجئين
كاتب الموضوع
رسالة
الامبراطوره ~الادارهـ ~
عدد المساهمات : 769 التقييم : 9 نقاط : 1465 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 تاريخ الميلاد : 09/04/1994 العمر : 30
موضوع: ويكيليكس "الجزيرة" وفضائح بالجملة حول القدس واللاجئين الثلاثاء يناير 25, 2011 6:31 pm
ويكيليكس "الجزيرة" وفضائح بالجملة حول القدس واللاجئين
محيط - جهان مصطفى
بعد يوم من إطلاقها موقع "كشف المستور" الذي فضح تنازلات كبيرة قدمها المفاوض الفلسطيني لإسرائيل بشأن القدس الشرقية المحتلة ، نشرت قناة "الجزيرة" مساء الإثنين الموافق 24 يناير وثائق جديدة حول حق عودة اللاجئين .
ووفقا لما جاء في تلك الوثائق ، فإن مطالب المفاوض الفلسطيني فيما يتعلق بحق العودة وصلت إلى حدود متدنية للغاية ، حيث أظهرت وثيقة تعود إلى عام 2007 أن الجانب الفلسطيني اقترح عودة 10 آلاف لاجيء سنويا ولمدة 10 سنوات .
ورغم ما سبق ، إلا أن إسرائيل بحسب الوثيقة رفضت هذا الأمر واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت حينها عودة ألف لاجيء سنويا ولمدة 5 أعوام فقط ، إلا أنه بعد ذلك خرجت زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني لتؤكد أنه لا أحد في إسرائيل يدعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، قائلة :" عدد اللاجئين المسموح بعودتهم إلى أراضيهم داخل إسرائيل هو صفر ".
ولم يقف الأمر عند الفضيحة السابقة ، فقد كشفت وثيقة أخرى تعود لعام 2008 أن الجانب الفلسطيني اقترح عودة 15 ألف لاجيء سنويا ولمدة 10 سنوات ، بل وكانت المفاجأة أن المفاوض الفلسطيني اقترح عودة هؤلاء اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية المرتقبة وليس إلى ديارهم داخل إسرائيل .
وتتواصل الفضائح ، حيث كشفت الوثيقة أيضا أن الهدف من محاولة تقليل أعداد اللاجئين العائدين هو تجنب وجود اكتظاظ سكاني مشابه لوضع غزة .وبالإضافة إلى ما سبق ، كشفت الوثيقة السرية التي تعود إلى 2008 أيضا أن الجانب الفلسطيني استخدم حق العودة كورقة للمساومة وليس كقضية محورية بل وأكد أيضا اقتصار أي استفتاء بشأن مصير اللاجئين على الضفة الغربية والقدس وغزة دون أخذ رأي اللاجئين في الشتات .
ورغم التنازلات السابقة إلا أنها قوبلت أيضا بالرفض من قبل تل أبيب التي سارعت لطرح "يهودية إسرائيل " للقضاء على حق العودة ، ويبدو أن هناك فضائح أخرى فيما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية سيتم الكشف عنها خلال الأيام المقبلة ، خاصة وأن "الجزيرة" أعلنت في 23 يناير فور تدشين موقعها الإلكتروني الجديد حول الوثائق السرية أنها حصلت على 1600 وثيقة في6500 صفحة تظهر أن المفاوضين الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة.
وثائق خطيرة حول القدس
وكانت "الجزيرة" وعلى طريقة موقع "ويكيليكس" نشرت في 23 يناير نصوص محاضر سرية تقول إن طاقم المفاوضات الفلسطيني عرض خلالها تنازلات كبيرة بشأن احتفاظ تل أبيب بمستوطناتها غير الشرعية في القدس الشرقية والضفة الغربية وذلك أثناء المفاوضات مع إسرائيل بمشاركة الولايات المتحدة في العامين 2008 و2009.
ويتضح من تلك الوثائق السرية حول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية أن الجانب الفلسطيني وافق على ضم المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت بشكل غير شرعي في القدس الشرقية المحتلة باستثناء مستوطنة جبل أبو غنيم .
وأظهرت الوثائق أيضا أن المفاوض الفلسطيني قدم تنازلات فيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف بل واقترح أيضا إمكانية التنازل عن جزء من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة مقابل مساحة مساوية من الأرض في مكان آخر.
ونسبت الوثائق لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات القول للوفد الإسرائيلي :"ليس سرا أننا نعرض عليكم أكبر (يورشاليم ) في التاريخ ولكننا يجب أن نتحدث عن القدس أيضا ، (مستخدما الإسم العبري في المرة الأولى والعربي في المرة الثانية)".
وفي شهر أكتوبر/تشرين أول 2009 ، أكد عريقات - بحسب الوثائق - لمسئول في وزارة الخارجية الأمريكية هو ديفيد هيل أنه مستعد للتفكير في "طرق خلاقة" لحل الاشكال حول السيادة على الحرم الشريف ، قائلا :" في تلك الحالة هناك حاجة لابداع واحد مثلي ، هناك مجال للتفكير بحلول خلاقة".
وفي اجتماع ضم عريقات والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل في واشنطن في أكتوبر/تشرين أول 2009 ، اشتكى عريقات من أن إسرائيل غير مستعدة حتى لتجميد الاستيطان لمدة ستة شهور لإثبات جدية نواياها التفاوضية.
وتنسب الوثائق المسربة لعريقات قوله في هذا الصدد :"تسعة عشر عاما من الوعود ولم تقرروا بعد ماذا تفعلون بنا، أوفينا بالتزاماتنا المتعلقة بخارطة الطريق، حتى إيفين يوفال (مدير الأمن الداخلي الإسرائيلي) راض عن الاوضاع الأمنية ، ولكن الإسرائيليين غير مستعدين لتجميد الاستيطان ستة أشهر لتزويدي بورقة التوت" ، كما نسبت إحدى الوثائق المسربة إلى أحمد قريع قوله :"هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي نتخذ فيها تلك المواقف " .
وإلى حين الكشف عن مزيد من الوثائق ، فإن ما تم نشره يومي 23 و 24 يناير يتطلب الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق فلسطينية لدراسته لإثبات صحته من عدمه خاصة وأن التنازلات السابقة تعتبر هدية مجانية لإسرائيل وتقضي على ما تبقى من الحقوق الفلسطينية .
ولعل ما يضاعف أيضا من أهمية الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق هو الارتباك الذي بدا على بعض المفاوضين الفلسطينيين بعد نشر الوثائق ، بالإضافة إلى عدم تقديم السلطة الفلسطينية دليلا موثقا على عدم صحتها .
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف نشر قناة "الجزيرة" القطرية وثائق تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بـ "العيب" وألمح إلى أنها قد تكون مسربة من حكومة عربية.
وقال عباس للصحفيين بعد مشاورات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك في 24 يناير :" إن نشر هذه الوثائق أمر مقصود ويهدف إلى خلط الأمور بين المقترحات الفلسطينية والإسرائيلية وهذا عيب ، نود أن نؤكد مجددا أنه ليس لدينا سر نخفيه".
وفي تلميح إلى إمكانية أن تكون "الجزيرة" حصلت على الوثائق المنشورة من حكومة عربية ، قال عباس :"كل ما نتفاوض عليه أو يعرض علينا أو نعرضه من مقترحات نقدمه بالتفصيل للدول العربية مشفوعا بالوثائق، والعرب جميعا يعرفون ذلك".
مقاطعة الجزيرة
ومن جانبها ، أعلنت حركة "فتح" التي يتزعمها عباس مساء الإثنين الموافق 24 يناير مقاطعة قناة "الجزيرة" الفضائية بعد كشفها ملفات ووثائق سرية حول المفاوضات مع إسرائيل.
وقالت حركة فتح في بيان لها :" بتعليمات من عباس يمنع منعا باتا التعاطي مع قناة الجزيرة القطرية ابتداء من الرئيس حتى أصغر عضو أو صديق لحركة فتح سواء بتسريب خبر أو إعطائها أي خبر أو تقديم أي حديث صحفي أو أي نوع من العلاقة".
وحذرت من أن كل من يخالف ذلك سيضع نفسه عرضه للمعاقبة والمراجعة التنظيمية ، قائلة :" الرقابة الحركية وحماية العضوية ستتابع هذا التعميم ومحاسبة كل من يخالف تلك التعليمات التنظيمية وهذا التعميم".
وقبل إعلان مقاطعة "الجزيرة " ، اعتبرت "فتح" في بيان سابق لها أن عباس يتعرض لمؤامرة اغتيال سياسي بدأتها قناة "الجزيرة" بالتزامن مع حملة تشنها الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت الحركة أن قناة الجزيرة دشنت محاولة الاغتيال السياسي لعباس عبر "برنامجها الهادف إلى تشويه وعي الجمهور الفلسطيني والعربي وضرب ثبات وصمود الرئيس والقيادة".
واعتبرت أن تأكيد رئيس طاقم المفاوضات صائب عريقات بأن الوثائق والخرائط مزيفة وليست أصلية يبين بوضوح أن المستهدف أولاً هو صمود الشعب الفلسطيني وإنجازاته السياسية.
انتقادات لقطر
وفي السياق ذاته ، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن "الجزيرة" تشن حملة سياسية ضد السلطة الفلسطينية في محاولة لتشوية موقف السلطة والاضرار بالرئيس محمود عباس بالتزامن مع الحملة التي تشنها إسرائيل بزعامة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير خارجيتها افيجدور ليبرمان.
وتابع ساخرا :" أتوجه بالشكر إلى أمير قطر بسبب اعطائه للضوء الأخضر لهذه الحملة التي بدأتها الجزيرة لأن حملة من هذا النوع وبهذا المستوى لا يمكن أن تكون مسئولية مدير عام شبكة الجزيرة الفضائية وضاح خنفر وإنما هي حملة سياسية من الدرجة الأولى وتأتي عادة بقرار سياسي من الشقيقة قطر".
وأضاف عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده برام الله في 24 يناير : "نحن نشكر أمير قطر لحرصه على الشفافية وحرصه على ايصال الحقيقة ونأمل من سموه أن يوسع نطاق التوجه نحو الشفافية إلى أقصى مدى حتى تشمل دور القاعدة الأمريكية في قطر في التجسس على البلدان المجاورة والشعوب العربية" ، داعيا أمير قطر إلى نشر حقيقة علاقة بلاده بإسرائيل وإيران .
وتابع " الجزيرة تحاول نشر تلك الوثائق التي لا يمكن أن توصف سوى باللأعيب لتقليد موقع ويكيليكس الذي فشلت في شرائه بأموالها ، الجزيرة حاولت احتكار وثائق موقع ويكيليكس وأصحاب الموقع رفضوا منحها هذا السبق وفشلت الصفقة ولذلك تعادي الجزيرة موقع ويكيليكس وتعادي ما ينشر عليه والآن يريدون أن يكون لهم سبقا ولكن ويكيليكس لا يأتي بمذيعين لتزييف الوثائق والحقائق ولا يقتطع كلمات ويركب صور لأشخاص لا علاقة لهم بالمفاوضات لأن هذا هو ما يخدم موقف الجزيرة".
واختتم عبد ربه قائلا :" الحملة التي بادرت إليها الجزيرة جرى إعدادها بشكل متكتم وسري وهي تعتقد بذلك أنها تتبارى مع وثائق ويكيليكس وأستعجب من هذه السرية كان بمقدور الجزيرة بدلا من أن تؤلف لجان بحث أن تتصل بنا لكي نحضر ردودنا وأن تقوم برد بشكل مهني لتحقيق التوازن في معالجة الوثائق كأي شأن سياسي ".
دور دحلان
عباس ودحلان
وأيا كان صحة ما ذكره عبد ربه ، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت لتأكيد أن تسريب الوثائق تم من خلال القيادي الفتحاوي محمد دحلان .
ووفقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية فإن القيادي بحركة فتح محمد دحلان أو أحد رجاله هم من سربوا الوثائق التي تتعلق بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لقناة "الجزيرة" القطرية وذلك من أجل المس بقيادة السلطة الفلسطينية وبالرئيس محمود عباس.
وتابعت الصحيفة "دحلان على خلاف مع الرئيس عباس وهو على شفا الطرد من حركة فتح في الفترة الأخيرة بالإضافة لما تم نشره بأن دحلان حاول الاطاحة بالرئيس عباس من الحكم" .
وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تلك الوثائق لن تضر فقط بعباس ولكنها ستدعم أيضا موقف القيادي الفتحاوي محمد دحلان.
وأضافت الصحيفة أن دحلان كان على وشك الاعتقال أو السجن بسبب قرار اللجنة التي شكلتها السلطة الفلسطينية للتحقيق معه والذي كان سيصدر في نهاية يناير إلا أن تسريب تلك الوثائق الآن سيجعل المسئولين الفلسطينيين منشغلون الآن فقط بالحديث عنها والدفاع عن موقفهم وتجميد عمل اللجنة حتى إشعار آخر.
وبصرف النظر عن تورط دحلان في تسريب الوثائق أم لا ، فإن هناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار من أبرزها أن "الجزيرة" أطلقت موقعا إلكترونيا متخصصا بالوثائق السرية لن يقتصر على المفاوضات السرية مع إسرائيل فقط وإنما يرجح على نطاق واسع أن يتطرق لخبايا السياسة العربية بصفة عامة وبالتالي فإن اتهامات المسئولين الفلسطينيين بأنها تقود مؤامرة ضد عباس لن يجدي نفعا ولا مفر من الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق فلسطينية في هذا الصدد .
ورغم أن البعض يعتقد بأن الكشف عن الوثائق سيدعم موقف حماس باعتبار أنها لم تتنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية ، إلا أن هناك مخاوف واسعة من أن تتسبب تلك الوثائق في تعميق الخلافات بين فتح وحماس وبالتالي تراجع فرص المصالحة بينهما .
وبالنظر إلى أن إسرائيل لن تفوت فرصة تلك الوثائق لتأجيج الخلافات بين الفلسطينيين وتنفيذ مخططاتها ضد غزة ، فإن الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لإثبات صحتها من عدمه بات أمرا ملحا لمنع مثل تلك التداعيات الكارثية.
ويكيليكس "الجزيرة" وفضائح بالجملة حول القدس واللاجئين
موضوع: ويكيليكس "الجزيرة" وفضائح بالجملة حول القدس واللاجئين 
الثلاثاء يناير 25, 2011 6:31 pm
